الإجابة:-
اولاً أمثلة من الكتاب المقدس عن كلمة (حتى):
1) "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجلسَ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضْعَ
أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيك»." (مز 110 : 1).
الآية هنا تتكلم عن الآب والابن بمعنى قال الآب للابن هل كلمة ( حتى ) هنا معناها ان بعد ما أن يضع الآب أعداء الابن موطناً لقدمية لن يجلس الابن عن يمين الآب.
2) "وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا." (2 صم 6: 23).
اذاً هل من المعقول أنها بعدما ماتت أنجبت ميكال أبناء لا طبعاً لكن الآية هنا تؤكد على أن لم يكن لميكال أبناء.
3) "لأنهُ هكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَي لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَن يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأبدية." (يو 3: 16).
هل كلمة (حتى) تعنى أن الآب بعدما بذل ابنه توقف عن حب البشر بالطبع الله يحبنا دائماً وليس في طبيعته تغییر.
4) "وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبْ، وَأَرَدُّكَ إِلَى هذه الأرض، لأنّي لا أتركك حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ»."
(تك 28: 15).
وهنا أيضاً كلمة ( حتى) لا تعنى إطلاقاً انه بعد ذلك الله
ترکه، لكنها تؤكد أن الله معه ولن يتركه.
(5) " وعلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ ما أوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كل الأيام إلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمین." (مت 28: 20)
هل يعقل أن بعد إنقضاء الدهر الله سوف يتركنا لا طبعا لكن السيد المسيح يؤكد على وجودة الدائم معنا الى الأبد.
اذا كلمة حتى تأتى لتأكيد حقيقة أو معلومة، بمعنى أن يوسف لم يعرفها قط لا قبل ولا بعد.
ويقول قداسة البابا شنودة الثالث في كتاب [ اللاهوت
المقارن ص 100]
(( كلمة ( حتى ) لا تعنى بالضرورة عكس ما بعدها فيوسف لم يعرف مريم حتى ولدت ابنها البكر . ولا بعد أن ولدته عرفها أيضاً . لأنه إن كان قد أحتشم عن أن يمسها قبل ميلاد المسيح، فكم بالأحرى بعد ولادته ، ورأى المعجزات والملائكة والمجوس وتحقق النبوءات وعلم يقيناً أنه مولود من الروح القدس، وأنه ابن العلى يدعى، وأنه القدوس وعمانوئيل والمخلص . وأنه هو الذي تحققت فيه نبوءة إشعياء النبى القائل وهوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» اش (٧ (١٤) وأيضاً لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أبا أبدياً رئيس السلام لنمو ریاسته وللسلام لا نهاية على كرسى داود وعلى مملكته » (اش (۹ (٦- ولعل هذا الجزء الأخير هو الذي اقتبسه الملاك فى بشارته للعذراء (لو۱ : ۳۱-۳۳)
إذاً: لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر قيلت لأثبات وتأكيد الميلاد العذراوي للسيد المسيح بدون زرع بشر.
ثانياً عبارة ابنها البكر:
أن السيد المسيح هو الابن البكر والوحيد، لأن "كل ابن وحيد هو بكر لكن ليس كل بكر هو ابن وحيد"
بمعنى أنه من الطبيعي أن يكون ابن وحيد ليس له أخوه وأيضا هو بكر.
وفى النهاية العذراء هي دائمة البتولية وطاهرة وكما في تنبأ حزقيال النبي:
"فَقَالَ لِي الرَّبُّ: هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لَا يُفْتَحُ وَلَا يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانُ، لأنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغلَقًا." (حز 44 (2)
هنا أعلن الله لحزقيال أن هذا الباب الشرقي سيظل مغلقًا ولن يفتح أبدًا لأى إنسان؛ لأن الله دخل منه. وهو هنا يتكلم عن العذراء مريم التي حبلت وولدت المسيح وظلت بكرًا وعذراء.
( و لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين).