سؤال: هل الكتاب المقدس وصف الإنسان أنه فارغ عديم الفهم وكجحش الفراء كما جاء فى سفر أيوب
"أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ." (أي 11: 12).
الجواب
اولاً من الذى قال هذا الكلام
لنعرف من المتكلم نأخذ الإصحاح كامل:
سفر أيوب 11
فَأَجَابَ صُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ وَقَالَ:
2 «أَكَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ يُجَاوَبُ، أَمْ رَجُلٌ مِهْذَارٌ يَتَبَرَّرُ؟
3 أَصَلَفُكَ يُفْحِمُ النَّاسَ، أَمْ تَلِخُّ وَلَيْسَ مَنْ يُخْزِيكَ؟
4 إِذْ تَقُولُ: تَعْلِيمِي زكِيٌّ، وَأَنَا بَارٌّ فِي عَيْنَيْكَ.
5 وَلكِنْ يَا لَيْتَ اللهَ يَتَكَلَّمُ وَيَفْتَحُ شَفَتَيْهِ مَعَكَ،
6 وَيُعْلِنُ لَكَ خَفِيَّاتِ الْحِكْمَةِ! إِنَّهَا مُضَاعَفَةُ الْفَهْمِ، فَتَعْلَمَ أَنَّ اللهَ يُغْرِمُكَ بِأَقَلَّ مِنْ إِثْمِكَ.
7 «أَإِلَى عُمْقِ اللهِ تَتَّصِلُ، أَمْ إِلَى نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟
8 هُوَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ، فَمَاذَا عَسَاكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ أَعْمَقُ مِنَ الْهَاوِيَةِ، فَمَاذَا تَدْرِي؟
9 أَطْوَلُ مِنَ الأَرْضِ طُولُهُ، وَأَعْرَضُ مِنَ الْبَحْرِ.
10 إِنْ بَطَشَ أَوْ أَغْلَقَ أَوْ جَمَّعَ، فَمَنْ يَرُدُّهُ؟
11 لأَنَّهُ هُوَ يَعْلَمُ أُنَاسَ السُّوءِ، وَيُبْصِرُ الإِثْمَ، فَهَلْ لاَ يَنْتَبِهُ؟
12 أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.
13 «إِنْ أَعْدَدْتَ أَنْتَ قَلْبَكَ، وَبَسَطْتَ إِلَيْهِ يَدَيْكَ.
14 إِنْ أَبْعَدْتَ الإِثْمَ الَّذِي فِي يَدِكَ، وَلاَ يَسْكُنُ الظُّلْمُ فِي خَيْمَتِكَ،
15 حِينَئِذٍ تَرْفَعُ وَجْهَكَ بِلاَ عَيْبٍ، وَتَكُونُ ثَابِتًا وَلاَ تَخَافُ.
16 لأَنَّكَ تَنْسَى الْمَشَقَّةَ. كَمِيَاهٍ عَبَرَتْ تَذْكُرُهَا.
17 وَفَوْقَ الظَّهِيرَةِ يَقُومُ حَظُّكَ. الظَّلاَمُ يَتَحَوَّلُ صَبَاحًا.
18 وَتَطْمَئِنُّ لأَنَّهُ يُوجَدُ رَجَاءٌ. تَتَجَسَّسُ حَوْلَكَ وَتَضْطَجِعُ آمِنًا.
19 وَتَرْبِضُ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُ، وَيَتَضَرَّعُ إِلَى وَجْهِكَ كَثِيرُونَ.
20 أَمَّا عُيُونُ الأَشْرَارِ فَتَتْلَفُ، وَمَنَاصُهُمْ يَبِيدُ، وَرَجَاؤُهُمْ تَسْلِيمُ النَّفْسِ».
اذاً الذي قال هذا الكلام هو صوفر النعماني هو أحد أصدقاء أيوب الثلاثة وهم "أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ، وَتَوَاعَدُوا أَنْ يَأْتُوا لِيَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ." (أي 2: 11).
وهذا ليس كلام الله وليس وحياً من الله وليس تشريع من الله او نبي ينقل كلام الله لكن الكتاب المقدس نقل الحوار الذى دار بين أيوب وأصدقائه فقط.
الاعتراض
وهو اذا كان "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ" (2 تي 3: 16)
فإذاً يعتبر كلام صوفر النعماني وحياً ونافع للتعليم والتوبيخ؟
الإجابة:
إن الكتاب المقدس سجل عبارات لأشخاص لم يوحي الله لهم
فنجد أن الشيطان تكلم فى الكتاب المقدس فى التجربة على الجبل فى (إنجيل متى 4)
فهذه الأكاذيب التي تحدث بها الشيطان تم تسجيلها في الكتاب المقدس، وتسجيلها في الكتاب المقدس لا يعني صدق وصحة هذه الأكاذيب ولكن هذا التسجيل يعني أن قيام الشيطان ينطق بهذه الكلمات أمر قد حدث بالفعل ونحن متأكدون من نطق الشيطان لهذه الكلمات لأن الله أوحى بذلك في الكتاب المقدس أما الكلمات نفسها فهي أكاذيب نطقها الشيطان، فوجود عبارات مقتبسة لآخرين مثل (صوفر النعماني) في وحي الكتاب المقدس لا يعني صدقها أو صحتها ولكن ذكر الوحي لها يؤكد حدوثها ويضمن صحة نسب هذه العبارات إلى قائليها.