الإجابة:-
اولاً الدليل على أن المسيح هو إله حقيقى كما أن الآب هو إله حقيقى:
ثانياً ما معنى هذه الآية:
السيد المسيح قال هذه الآية للتفريق بين الله الحقيقى والآلة المزيفه فكلمة إله قيلت على أشخاص ليسوا آلهة حقيقيين مثل:
"اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي:" (مز 82: 1).
"فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ." (خر 7: 1).
سفر المزامير 96
4 لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَحَمِيدٌ جِدًّا، مَهُوبٌ هُوَ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ.
5 لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ، أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ.
سفر المزامير 82
6 أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ.
7 لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ».
كلمة " إله " تستخدم إما في حالة الإله الحقيقى أو إله بالاسم فقط مثل القديسين أو إله مزيف مثل الشياطين أو الأصنام.
لهذا عندما قال السيد المسيح انت الاله الحقيقى وحدك قيلت للتمييز عن كل هذه الآله الغير حقيقة.
يوجد اعتراض هنا أيضا وهو: كيف قيلت للتمييز عن الآلهة الغير حقيقة واليهود مؤمنين بالله الواحد الحقيقى؟
الجواب
هو السيد المسيح ذكر الإله الحقيقى وبعدها مباشره أضاف ويسوع المسيح الذى أرسلته هذه قيلت للإيمان بالتجسد والفداء وما يتبعها من عقائد وأيضا لتحذير الوثنيين ليؤمنوا بوجود إله حقيقي واحد غير الآلهة الذين يعبدونهم وينتقلون من الوثنية إلى المسيحية، وهذا حدث وآمن الكثير من الوثنيين بالآله الحقيقى والكتاب المقدس يذكر لنا أمثلة مثل ما جاء فى رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 1
9 لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا، أَيُّ دُخُول كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ،
فهم رجعوا من عبادة الأوثان لهذا كان يجب أن يكون هناك تمييز عن الآلهة المزيفة وكما حذر الله فى العهد القديم وقال "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي." (تث 5: 7).
حذرنا الله مرة أخرى وقال هناك إله حقيقي واحد.
ويقول قداسة البابا شنودة في ( مجلة الكرازة العددان ٤١و٤٢ ، ٢٧ أكتوبر ١٩٩٥م ص١١ ) :
إذن كيف نوفق بين لاهوت الابن، وعبارة أنت الإله الحقيقي وحدك ؟
إنه يقول للآب : أنت الإله الحقيقى وحدك ، وأنا الكلمة ، اللوجوس. أنا العقل الناطق لهذا الإله الحقيقي ، أو أنا نطقه العاقل. أنت الإله الحقيقى وحدك وأنا قوة الله وحكمة الله ( ١كو ٢٣: ٢٤ ).
أنت الإله الحقيقى وحدك، وأنا فيك ، لست غريباً عنك
ولست منفصلاً عنك
أنا فيك ، وأنت في (يو 17: 21)، من رآني فقد رأك.
أنا بهاء مجدك ، ورسم جوهرك (عب ۱: ۳) . أنت الأب ، وأنا الابن الوحيد الكائن فى حضن هذا الآب . الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب ، هو خبر (يو ۱: ۱۸) . أنا الذى أعطيت صورتك للناس، في
هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك.
ولكن كيف يعرفوك ؟ .. عن طريقي . أنا ا صورة الله غير المنظور كو ١: ١٥) . رأوك عندما رأوني وهذه هي الحياة أن يعرفوك ، ليس باعتبارك الآب فقط، وإنما
باعتبارك الثالوث القدوس وهنا نعرض حقيقة لاهوتية هامة، ذكرها الآباء . وهي : إن كلمة الله تدل أحياناً على الآب، وأحياناً تدل على الله كله، أي الثالوث.
توضيح لكلمة "وحدك" :
1) نأخذ مثال على كلمة وحدك من داخل الكتاب المقدس
"لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ." (1 كو 8: 6).
الآيه تقول عن المسيح "رب واحد" وليس ربين او ثلاثه أرباب عن الثالوث، هذه بنفس المقياس مثل كلمة وحدك فهل هذا يعني أن الأبن فقط هو الرب والآب ليس رب؟
لا لكن كما دُعى الابن رب كذلك دُعى الآب أيضا رب فى متى 25:
"فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ." (مت 11: 25).
فكلمة رب قيلت عن الآب والابن مع أن فى (1 كو 8: 6)
قيل عن الأبن أنه رب واحد لكن كلمة واحد أو وحدك لا تنفي عن أىٍ من الأقانيم هذا اللقب لأنهم لاهوت واحد.
2) ومن نفس المرجع السابق ( مجلة الكرازة العددان
٤١و ٤٢ ، ٢٧ أكتوبر ١٩٩٥م ص١١ ) يقول قداسة البابا شنودة:
فمثلاً في الخلق من الذي خلق : هل هو الآب وحده أم هو الآب والابن ؟
الله هو الذي خلق وخلق كل شي بالابن . "الكل به وله قد خُلق" (كو ١: ١٦) الذى به أيضاً عمل العالمين" (عب١: ٢).
إن قلنا عن الآب أنت الخالق وحدك هل هذا يعنى أن الابن ليس خالق
وفي هذا يقول القديس أمبروسيوس " ليس الآب وحده خلق، ولا الابن وحده خلق" .. وعبارة وحدك لا تعلى الآب منفصلاً عن الابن. ويذكر القديس أمبروسيوس، قول الابن "لما ثبت السموات كنت هناك. كنت معه صانعاً" (أم۸: ٢٧)، وأيضاً ما قيل عنه "أنت
يارب أسست الأرض والسموات عمل يديك".
وما أجمل المثل الرائع الذي قاله القديس أثناسيوس :
لو قالت الشمس أنا وحدى سبب نور النهار، فإنها لا تقول هذا ضد أشعتها فأشعتها هي التي ترسل النور . وكان الشعاع يقول: أيتها الشمس أنت وحدك مصدر النور . وانا الشعاع المرسل منك إلى العالم".
بهذا نفهم أن عبارة "أنت الإله الحقيقى وحدك، ويسوع المسيح الذي ارسته ... لو كان يقصد الأب فقط، ما كان يكمل ويسوع المسيح الذي أرسله حاملاً ذاته في نفس الدرجة.
(و لإلهنا المجد الدائم آمين).
_________________________
المراجع:
[1] مجلة الكرازة العددان ٤١و٤٢ ، ٢٧ أكتوبر ١٩٩٥م ص١١ قداسة البابا شنودة.
[2] تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح 17 من برنامج ساعة على الهواء لنيافة الأنبا بيشوى.