JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

ما معنى "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا.(يو 5: 30).؟



سؤال: 

هل الابن أقل من الآب وليس مساوياً له فى الجوهر لأنه قال "لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ 

شَيْئًا(يو 5: 19)، و أيضاً "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا.(يو 5: 30).؟؟

الإجابة:

اولاً توضيح لعبارة لا يقدر:


ليس دائما عدم القدرة معناها الضعف مثل عندما يقول لنا بولس الرسول: "حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا.(عب 6: 18).


اذاً الله لا يقدر أن يكذب لأن الله قدوس (إشعياء 6: 3)، وهذه الصفة تجعل الكذب مستحيلاً بالنسبة له. فقداسة الله هي كماله الأخلاقي وبسبب قداسته فإنه لا ولن يكذب حين يتكلم. هو لا يخادع أبداً ولا يراوغ أو يغير مما يقوله أو يفعله فالكذب ضد طبيعته.


وايضاً عندما نقول إن الله لا يقدر أن يخطئ فهذا لا يدل على الضعف بل الخطية هي الضعف لأن الخطية عدم القدرة على عمل البر، اذاً عندما نقول إن الله لا يقدر أن يخطئ فهذا دليل على بر الله.


أيضا إن كان أي إنسان حر فيما يريد أن يعمل، ويعمل ما يريد من نفسه دون أن يأخذ الإذن من أحد اذاً لو كان المسيح غير حر في الإرادة فهذا ضد عدل الله.


ثانياً الشرح مع السياق ودليل لاهوت السيد المسيح


1) حدث هذا النقاش بعدما شفى السيد المسيح مريض بيت حسدا في يوم الرب "وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ." (يو 5: 16).

فهم أرادوا أن يقتلوه لأنه حسب تعاليمهم الخطأ يجب أن يقتل لأنه عمل هذا في سبت.


2) وكان جواب السيد المسيح عليهم هو: 

"«أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ»." (يو 5: 17).

بقوله هذا يوضح المسيح لليهود أنه حتى في السبت يعمل الآب ولا يتوقف فهو يعمل على حفظ الخليقة ولعلاج الأخطاء الموجودة حتى لا يهلك الإنسان وبالتالي الابن الواحد معه في الجوهر يشاركه عمله.



3) رد فعل اليهود و فهمهم لكلام السيد المسيح هو:

"فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ." (يو 5: 18).

اليهود رأوا في كلامه أن هذا تجديف فهو بقوله أبى يعمل أنه لا يوجد بشر يشاركه في هذه الأبوة بمعنى أنه (أبي أنا).

لأنه يعادل نفسه بالله 


4) والمسيح لم يتراجع فيما قاله ولم يناقض ما فهموه، بل أخذ يشرح علاقة الآب بالابن بكونه مساويًا لله الآب، وأن ليس له إرادة مخالفة للآب لكنه بعدها "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: "«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ." (يو 5: 19).

هنا السيد المسيح أراد توضيح فهم اليهود عندما قال ابى يعمل حتى الآن وأنا أعمل، اليهود فهموا انه كان يقصد " إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ." ، والسيد المسيح لم يقل لهم أنتم فهمتم خطأ لكنه وضح لهم أنه واحد فى الجوهر والإرادة مع الآب.

لهذا عندما قال أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شياً كان يقصد بهذا توضيح وحدة المشيئة فلا يقدر الابن أن تكون له إرادة منفصلة في العمل عن إرادة أبيه، لأنهما واحد في الجوهر.


ومن تفسير القمص انطونيوس فكرى يقول:


حينما تذمروا على قوله أن الآب أبيه بدأ يشرح بالأكثر علاقته بالآب وأن الآب أرسله ليعطي حياة للبشر ولاحظ أن المسيح لم يقل لهم أنتم فهمتم خطأ، فأنا لست مساويًا لله، بل تدرج بهم ليثبت لهم أنه الله.

لا يقدر= لا يفهم منها العجز بل كما نقول أن الله لا يقدر أن يكذب، أو لا يقدر أن ينكر نفسه (2تي13:2). فمن مستلزمات طبيعة الله الابن المطابقة التامة لطبيعة الله الآب وإرادته، ولا يقدر أن يفعل ما يخالف الآب فهذا يصبح ضد طبيعته، فالابن يستطيع كل شيء إلاّ شيئًا واحدًا وهو أن تكون له إرادة مخالفة للآب. بل مهما عمل الابن فهو متمشي مع عمل الآب، والآب والابن يعملان معًا في وحدة، هما متفقان تمامًا بلا خلاف فهم في وحدة. فالآب هو الله غير المنظور والابن هو الله المنظور، ويعمل الأعمال المنظورة. والابن لا يعمل شيئًا ما لم يكن الآب يريده فإرادتهما واحدة. كما يكون في قلبي مشاعر تترجمها يدي إلى خطاب مكتوب. فالقلب واليد يعملان معًا. فهو قال انه  "لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا" ليؤكد أن ما يعمله هو بالمشيئة الواحدة والإرادة الواحدة فى الجوهر الإلهى الواحد.


لكن السيد المسيح بعدما قال "لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا" قال بعده مباشرة ً:

"لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ"

فهنا يظهر لاهوت السيد المسيح وقوته المطلقة واللانهائية، فهو هنا يقول (مهما) عمل الآب يعمله الابن، وكلمة (مهما) تعنى كل شئ يعمله الآب الابن أيضا يقدر أن يعمله.

هل يستطيع اى إنسان أو نبى أن يقول مهما عمل الله انا اعمله؟، لا أحد يستطيع أن يقول هذا إلا إذا كان بالفعل مساوى للآب.



5) والسيد المسيح بدأ يشرح اكثر عن مساواته للآب ويقول:

"لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ." (يو 5: 21).

هنا السيد المسيح يعلن بوضح إنه كما أن الله يقيم الأموات كذلك الابن يقدر أن يهب الحياة حسبما يشاء بسلطان لاهوته، وليس بطلب قوة من الله كما حدث مع الأنبياء.




6) ايضاً المسيح هو الديان "لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ،" (يو 5: 22).

هنا يقدم المسيح إثباتا آخر للاهوته في أنه هو الديان، وهي صفة قاصرة على الله وحده، العالم بأفعال الناس وخبايا قلوبهم

فالذي يعطي الحياة يكون له أيضًا سلطان أن يحكم عليها، ومن يقيم الموتى له أن يحاسبهم، ومن يحيي قادر أن يميت أيضًا 

وكما خلق الآب العالم بالابن فهو يدين العالم أيضًا بالإبن.



7) والسيد المسيح يساوي بين إكرام الآب وإكرام الابن فيقول:

"لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ." (يو 5: 23).

هذا دليل آخر عن لاهوت المسيح لأنه جعل إكرام الآب وإكرام الابن شيئًا واحدًا، فإذا كانت كرامة الله وإكرامه لا يضاهيها كرامة، ولا يقترب منها إنسان ففى الوقت نفسه، يعلن المسيح أن إكرام الابن مساويا ومرتبطا بإكرام الآب فهذه شهادة أخرى لمساواة الابن للآب في التمجيد والسجود والألوهية

هل يستطيع أى إنسان أن يقول أن إكرامه مساويا لإكرام الله.


ملحوظة: السيد المسيح لا يحتاج إكرام الناس فهو قال "«مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ،" (يو 5: 41).

لكن معنى كلامه هو إن لم يكرموا الابن سيفقدون إكرامهم للآب

لأنه هو والآب واحد ومن يكرمه يكرم الآب.


8) "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي." (يو 5: 30).


يكرر السيد المسيح هنا ما قاله فى الآيه (19) وهو عن اتحاد الإرادة والعمل مع الآب، فلا يمكن أن يكون هناك انفصال للحظة واحدة. ولهذا، فكل ما يفعله، هو إرادة الآب ذاته ومشيئته. وهذا يؤكد تمام الاتفاق بينهما، ويكون معنى "لا أقدر" هنا: "لا أريد"، كما نقول: "الله لا يقدر أن يكذب، فهو عندما قال أنه لا يقدر قصد بها أنه لا يقدر إلا أن يكون واحد فى المشيئة مع الآب.




المراجع: 


[1] عظة لقداسة البابا شنودة الثالث بعنوان "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً" الرد على هرطقة اريوس، عام 2007.


[2] تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي.


[3] تفسير القمص انطونيوس فكرى.










الاسمبريد إلكترونيرسالة